في خطوة غير مسبوقة للترويج للسياحة المصرية، كشف عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس عن تفاصيل تصوير اليوتيوبر الأمريكي الشهير “مستر بيست” لفيلم داخل أهرامات الجيزة، وهو الحدث الذي أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي وحظي بمتابعة عالمية كبيرة.
مستر بيست: من هو؟
مستر بيست، واسمه الحقيقي جيمي دونالدسون، هو واحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا على الإنترنت، حيث يُعرف بفيديوهاته المبتكرة التي تعتمد على التحديات والمبالغ الضخمة، مثل منح جوائز مالية كبرى أو تنفيذ مشاريع إنسانية ضخمة.
بدأ قناته على يوتيوب عام 2012، لكنه حقق شهرة واسعة بعد سلسلة من الفيديوهات التي تضمنت تحديات ضخمة مثل البقاء 50 ساعة في غرفة مع 10 آلاف دولار، أو توزيع ملايين الدولارات على متابعيه ومشاركته في أعمال خيرية عالمية.
دفع مليون دولار لتصوير الأهرامات
أوضح الدكتور زاهي حواس أن وزارة الآثار المصرية قدمت تسهيلات كبيرة ووفرت التراخيص اللازمة لمستر بيست لتصوير الفيديو داخل أهرامات الجيزة. كما قامت مدينة الإنتاج الإعلامي بتوفير كافة معدات التصوير المستخدمة في الفيديو.
بحسب تصريحات الدكتور زاهي حواس، دفع مستر بيست ما يقرب من مليون دولار لتصوير الفيلم داخل أهرامات الجيزة، موزعة بين 300 ألف دولار كرسوم لوزارة الآثار المصرية، و600 ألف دولار لمدينة الإنتاج الإعلامي، والتي وفرت له المعدات والتجهيزات اللازمة لإنجاز التصوير داخل المعلم الأثري الأشهر عالميًا.
وأكد حواس أن الأهرامات “لم يتم تأجيرها”، نافيًا أي مزاعم حول السماح بالتصوير بطريقة تنتهك القوانين المصرية لحماية الآثار، مشيرًا إلى أن جميع الإجراءات تمت وفق الضوابط الرسمية المعتمدة.
شروط زاهي حواس للظهور في الفيلم
لم يكن ظهور زاهي حواس في الفيلم مجرد مشاركة عادية، بل وضع شرطًا أساسيًا لقبول الظهور إلى جانب مستر بيست، وهو التأكيد على أن المصريين القدماء هم بناة الأهرامات، وليس العبيد أو أي جهات أخرى كما تدعي بعض النظريات المثيرة للجدل.
وأثناء التصوير، اصطحب حواس مستر بيست في جولة داخل أنفاق الأهرامات، بما في ذلك الحجرات الخمس الداخلية للهرم الأكبر، والتي لم يكن الوصول إليها سهلاً. كما زاروا مقابر العمال الذين شاركوا في بناء الأهرامات، حيث عرض حواس أدلة أثرية تثبت أن 10 آلاف مصري هم من شيدوا هذا الصرح العظيم، وليس عبيدًا كما يُروج البعض.
مفاجأة مستر بيست: دفن قطعة ذهبية تحت أبو الهول
في مفاجأة غير متوقعة، كشف زاهي حواس أن مستر بيست قام بدفن قطعة ذهبية بقيمة 10 آلاف دولار أسفل تمثال أبو الهول، وأرفق معها ورقة توضح أن الفيلم تم تصويره داخل الأهرامات. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوة جزءًا من تحدٍ أو لفتة ترويجية لجذب المزيد من الانتباه إلى الفيديو.
كيف يحقق مستر بيست أرباحًا من هذا الاستثمار؟
بالنظر إلى شعبية مستر بيست، الذي يُعد واحدًا من أكبر صناع المحتوى على يوتيوب مع أكثر من 200 مليون مشترك، فإن أي فيديو ينشره يمكن أن يحقق مشاهدات بالملايين خلال ساعات قليلة.
ووفقًا لمتابعين، تجاوزت مشاهدات الفيديو الذي نشره عن زيارته للأهرامات 69 مليون مشاهدة في وقت قياسي، ومن المتوقع أن يصل إلى 400 مليون مشاهدة، ما يعني تحقيق عوائد مالية ضخمة من الإعلانات وعقود الرعاية، فضلًا عن تعزيز حضوره الإعلامي عالميًا.
انعكاسات الفيديو على السياحة المصرية
اعتبر خبراء السياحة أن هذا الفيديو يُعد أفضل دعاية مجانية لمصر، حيث يساهم في جذب أنظار العالم إلى أهرامات الجيزة بطريقة جديدة ومثيرة. كما يساعد في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الحضارة المصرية، مثل مزاعم بناء الأهرامات بالسخرة.
وتوقع مسؤولون أن تؤدي هذه الحملة الإعلامية إلى زيادة أعداد السياح المهتمين باستكشاف الحضارة الفرعونية، خاصة من الفئات الشابة التي تتابع محتوى مستر بيست بانتظام.
يُعد تعاون مستر بيست مع الدكتور زاهي حواس في تصوير هذا الفيديو داخل أهرامات الجيزة خطوة مهمة في الترويج للسياحة المصرية وتعزيز الوعي العالمي بالحضارة الفرعونية. من خلال هذا الفيديو، يتم تقديم معلومات تاريخية موثوقة وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مما يساهم في جذب المزيد من الاهتمام العالمي نحو مصر وآثارها العريقة.
لمشاهدة الفيديو الكامل لمستر بيست داخل أهرامات الجيزة، يمكنك الاطلاع عليه هنا: